اليوم وفي عالم متشابك ومتقارب في آن واحد، أصبحت وسائل التواصل والتعارف والتقارب أكثر من أن تُحصى، تذهلك حينما تتأمل غزارة مادتها وهيمنتها على حياة الناس، هي تدعو الآخرين أن يقربوا ويتقاربوا، ويلتحم بعضهم ببعض، وإن اختلفت أجناسهم وألوانهم وحتى معتقداتهم؛ لذلك تتردد كثيرًا مقولة: إن العالم أصبح قرية صغيرة.
الفيس بوك هو وسيلة للتعرف على أصحاب جديدة، وهو وسيلة للتسلية أيضًا، وممكن أن نبقى في اتصال مع الأصدقاء والأقارب بواسطته، إضافة إلى إبقائك في الحدث أينما كان، ويمكنك زيادة رصيدك الثقافي والمعلوماتي من خلال التحدث ومناقشة الأشخاص في كل أرجاء الكرة الأرضية، والاطلاع على خبراتهم وعاداتهم وتقاليدهم.
بعيدًا عن النظرة التشاؤمية التي تغلف أذهان البعض في النظر إلى أعمال الآخرين، يجدر بنا أن نتأمل أوضاعنا المزرية التي تحدثنا عن قطيعة مفتعلة لمعاني التواصل والتعارف التي أمرنا بها ربنا سبحانه، وهو الذي أرسل نبيه وخاتم رسله رسولاً ليس للعرب فحسب، بل للعالمين من الإنس والجن؛ فهي رسالة تواصل وتعارف بين الشعوب وتقارب ودعوة إلى منهج قويم مبني على قيم نبيلة ومبادئ سامية، لو علمها من لم يتذوق حلاوتها لفرح بها، ولسعى أن يلج إلى أفيائها.
كم نحن بحاجة ماسة إلى تصفية المخيلة والقلب من التشاحن والتحاقد والتباغض!! وأن نستفيد من تجربة (الفيس بوك) معاني راقية، وعلاقات متينة، وجسورًا من التواصل للقريب قبل البعيد، وعدم الاستسلام للنزعات الحزبية والمناطقية والفئوية التي أفلحت في نقض عُرا الأخوة بين شرائح المجتمع.
فلتتحرر النخب المثقفة من داء القطيعة السيئ الذي ينخر في العقول والقلوب، ليضع النتيجة سيئة لكل محب وتوّاق لتقدم المجتمع ونمائه ونهضته، ولكنه إيجابية عند كل من يتشوق إلى هزيمة مضاعفة تصيبنا في مقتل.
فكما هو التلفاز والإنترنت سلاح ذو حدين، فالفيس بوك أيضًا سلاح ذو حدين؛ فبالإمكان أن يصبح سلبيًّا يدمر الأسر والشباب وينشر الرذيلة، ويزيل الحواجز بين الشاب والفتاة، يمكن أيضًا أن يستغله الدعاة وأصحاب الفِكَر السليمة والصادقة لإيصال فكرتهم ورسالتهم لأكبر عدد من الأشخاص، وبأسهل الطرق وأرخصها، ودون أن يتسبب لنفسه بالضرر، فبالإمكان استخدامه لاسم بديل ينشر بواسطته رسالته
hamilalmisk2.blogspot.com/2011/09/blog-post_7484.html